هولندا تعيد قطع اثرية مسروقة للعراق
سرقت آلاف القطع الاثرية من العراق في الفوضى التي تلت الاحتلال الامريكي
اعادت هولندا للعراق عشرات القطع الاثرية التي كانت قد سرقت من البلاد بعيد الغزو والاحتلال الامريكي عام 2003.
وكان تجار هولنديون متخصصون بالاعمال الفنية قد سلموا 69 قطعة اثرية عراقية للسلطات بعد ان نبهتهم الشرطة الدولية الانتربول الى الطريقة غير القانونية التي هربت بها هذه القطع من العراق.
وتتضمن القطع الاثرية المستردة جدارية من الآجر تمثل رجلا وهو يصلي يتجاوز عمرها 2000 سنة.
وكانت عشرات الآلاف من القطع الاثرية قد نهبت من العراق ابان الفوضى التي عمت البلاد عقب الاحتلال الامريكي.
وبالرغم من الجهود التي بذلت على الصعيد الدولي لتعقب هذه المسروقات واستردادها، لم يسترد الا اقل من نصفها فعليا.
وقال وزير التعليم والثقافة والعلوم الهولندي رونالد بلاستيرك إن على العالم معاملة التاريخ العراقي "باعتزاز واحترام" باعتبار ان العراق هو مهد الحضارات.
واضاف الوزير الهولندي: "تخسر هذه الآثار الكثير من قيمتها فيما لو سرقت من مواطنها الاصلية."
وقال بلاستيرك إن تجار الاعمال الفنية الهولنديين سلموا هذه القطع الاثرية للسلطات فور قيام الشرطة باعلامهم انها مسروقة.
مثال يحتذى
ومن المقرر ان تعرض القطع الاثرية المستردة في المتحف الوطني الهولندي الى ان تتم اجراءات اعادتها الى المتحف العراقي ببغداد.
وقال الآثاري الهولندي ديدريك ماير إنه لا ينبغي بيع او شراء هذه القطع، وان اعادتها تبعث برسالة الى سوق الاعمال الفنية الدولي مفادها "ان اولئك الذين يحصلون على قطع مسروقة قد يخسرونها في نهاية المطاف."
وقالت وزارة الثقافة الهولندية إن القطع المستردة قد سلمت بشكل رمزي الى السفير العراقي الذي عبر عن امله في ان تحذو الدول الاخرى حذو هولندا.
ويقول المراسلون إن عملية نهب الآثار العراقية كانت واحدة من اكبر الفضائح التي اتسمت بها الفترة التي تلت الاحتلال الامريكي للعراق.
فقد نهبت محتويات المتحف العراقي ببغداد تحت اعين الجنود الامريكيين دون ان يحركوا ساكنا. وتذرع هؤلاء بعدم تسلمهم اوامر بالتدخل لمنع السرقات التي طالت اكثر من 15 الف قطعة اثرية.
كما سرقت كميات كبيرة من القطع الاثرية من المواقع العديدة المنتشرة في ارجاء العراق.