وتضم المنطقة، حاليا، مخازن حكومية، ومنازل فقيرة تتبع المجلس المحلي، ومركزاً لرعاية القطط والكلاب الضالة، وسوقاً للفواكه والخضراوات، ومحطة معالجة نفايات، وبعض المنشآت السكنية التي يعود تاريخها إلى الستينات. ولا يوجد من مظاهر الحياة اللندنية الفاخرة في المنطقة سوى موزع لسيارات بنتلي، وحتى هذا الموقع سوف ينتقل إلى منطقة أخرى؛ لترك مساحة إضافية لموقع السفارة.
وعلى رغم فقر الموقع، وقربة من عشرات الخطوط الحديدية ومساحات فضاء مهجورة، فإن الموقع في حد ذاته يعتبر من أفضل المواقع الاستراتيجية في جنوب لندن. فعلى الجانب الآخر من النهر يقع مبنى مجلس العموم ومركز تيت الفني، وعلى الشاطئ المجاور تمتد حديقة باترسي، وبجوارها مبنى المخابرات البريطانية المتميز بلونه الأخضر على محطة فوكسهول للقطارات. وهي المنطقة الوحيدة في وسط لندن التي تتيح مثل هذه المساحة الشاغرة التي يمكن تطويرها.
وفي مركز هذه المنطقة تقع محطة باترسي المهجورة، وهي محطة كهرباء صممها في الثلاثينات المعماري غيلبرت سكوت، وتم الاستغناء عنها منذ 25 عاماً، ولكنها ظلت خاوية، في انتظار تطويرها. وفشلت عدة شركات في تحويلها إلى مراكز (مَلاهٍ)، لكي تظل المحطة على حالها حتى الآن، لا يميزها سوى أربع مداخن عالية على جوانبها. وتقوم شركة عقارية اسمها «تريجري هولدنغ» بتطوير الموقع الذي تبلغ مساحته 38 فداناً، بتكلفة أربعة مليارات استرليني.
وتشمل خطط الشركة إنفاق مبلغ 150 مليون استرليني على ترميم الجدران الحالية لمحطة الكهرباء، ثم الشروع في تخطيط مساكن ومنشآت تجارية متنوعة، يبلغ عددها 3200 وحدة سكنية حول ميدان مركزي يقع في قلب المحطة القديمة. ويحافظ المشروع على موقع المحطة وشكلها، كما سيبقى عليها بلا سقف، أي على وضعها الحالي. ويضيف المشروع مدخنة زجاجية إضافية، لتكون علامة على تطوير الموقع. ويوفر المشروع الجديد استهلاك الطاقة بنسبة 67 في المائة.
وما زال معظم هذه المشروعات في مرحلة التخطيط في الوقت الحاضر. ولا تخشى الشركات العاملة في المشروعات المختلفة تأثيرات أزمة الاقتصاد العالمية، على اعتبار أن المشروعات طويلة الأجل وتتخطى المرحلة المقبلة. وكانت شركة بحرينية اسمها «انفستيت ريالتي» قد أعلنت أيضا أنها اشترت موقعا استثماريا في المنطقة بجوار النهر، مساحته 4.5 فدان لتطويره. وتقوم الشركة حاليا بإعادة تصميم المنطقة لتحسين الاستفادة من الأراضي.
ومن أهم المسائل التي تشغل بال المستثمرين في المنطقة، وأيضا العاملين والمقيمين فيها، عدم وجود شبكات المواصلات الكافية على الرغم من قربها من شبكة السكك الحديدية. فلا تخدم المنطقة حاليا سوى محطة واحدة هي فوكسهول، تضم محطة قطارات علوية ومحطة قطارات أنفاق، وهي تعمل بأكثر من طاقتها. وتجري حاليا محادثات بين عدد من الشركات المطورة للمشروعات في المنطقة، وبين هيئة مواصلات لندن لتطوير شبكة باصات تربط المنطقة ببقية أنحاء لندن بشكل أفضل.
وتطلب مجالس محلية في المنطقة، ضمن جمعية تسمى «باترسي سوسايتي»، أن تكون كل المباني والمنشآت الجديدة في المنطقة محايدة في الإفراز الكربوني، وهذا شرط سوف يطبق في بريطانيا على المنازل الجديدة، ولكن بداية من عام 2016.
ومما يذكر أيضا، أن أحد مسوقي العقار في المنطقة، واسمه سبنسر كوشينغ، قال إنه تلقى العديد من الاستفسارات للشراء في المنطقة، حتى من قبل إعلان السفارة الأميركية عن نقل مقرها. وأضاف أنه يتوقع أن يزيد الإقبال الاستثماري في المنطقة، خصوصا مع تأكيد إجراءات انتقال السفارة.
ولا توجد في منطقة «ناين إيلمز» حاليا سوى 725 وحدة سكنية، ولكن تجري عدة مشاريع استثمار سكني على النهر، تقوم بها شركة سان جورج للتطوير العقاري. وتوجد على ضفاف النهر العديد من المشاريع، مثل مشروع «سان جورج وارف» المميز بما يماثل جناحي الفراشة أعلاه، وهو يتيح فرص شراء شقق مكونة من غرفة واحدة بأسعار تبدأ من 399 ألف استرليني، ترتفع إلى ما يقرب من المليون استرليني لشقق من غرفتين تطل على النهر مباشرة ببالكون. وحصلت الشركة مؤخرا على ترخيص لمشروع آخر، مكون من برج يتكون من 50 طابقا بشكل دائري يحتوي على 223 شقة. وتبيع شركة هامتونز انترناشيونال شقة في المشروع مكونة من غرفتين بسعر 600 ألف استرليني.
وفي جهة حديقة باترسي تعمل شركة باركلي على مشروع آخر باسم «تشيلسي بريدج وارف» تقول إنها باعت كل وحداته السكنية ماعدا شقة واحدة مكونة من غرفة نوم واحدة وتتميز بتصميم داخلي حديث. وهي معروضة بسعر 480 ألف استرليني. وهناك أيضا شركة بارات التي تكمل مشروعا آخر اسمه «فيريديان» بجوار محطة الكهرباء المهجورة. والمشروع مكون من 240 شقة، لم يبق منها غير مباع سوى 25 شقة. ويقول أحد العاملين في تسويق العقار في المنطقة، اسمه كيران شوكر، إنه اشترى شقة لنفسه في المشروع. وهو يعتقد أن مستقبل العقار في لندن يقع في منطقة «ناين إيلمز»، وليس في منطقة الشرق، حيث تجري الاستعدادات للدورة الأولمبية المقبلة. وهو يضيف أن سر النشاط في المنطقة يعود أكثر إلى مشروع تطوير محطة الكهرباء في باترسي، وليس فقط إلى النقل المحتمل للسفارة الأميركية في لندن.
التعليــقــــات