أف بي آي ينشر مقابلاته مع صدام حسين
كشفت الوثائق عن مضمون استجوابات صدام التي جرت في زنزانة بمطار بغداد
أظهرت وثائق لمكتب التحقيقات الفدرالي الامريكي اف بي آي بأن الرئيس العراقي السابق صدام حسين فضل ابقاء احتمال امتلاكه اسلحة دمار شامل مفتوحا على ان يبدو لاعدائه ضعيفا، وخاصة ايران.
وقال عميل اف بي آي جورج بيرو الذي استجوب صدام حسين ان الرئيس السابق اعتقد أن العراق مهدد من اطراف اخرى في المنطقة، وان عليه ان يبدو قادرا على الدفاع عن نفسه.
كما افادت تلك التقارير التي كشف عنها بموجب قانون حرية المعلومات أن صدام أكد كونه أكثر قلقا بشأن اكتشاف ايران نقاط ضعف العراق وقابليته للتعرض للهجوم من العواقب المترتبة عن ذلك."
وفي رأي صدام، فإن مفتشي الامم المتحدة كانوا سيحددون للايرانيين مواطن ضعف العراق بدقة، حسب الوثائق التي حصل عليها ووزعها أرشيف الامن الوطني، وهو معهد غير حكومي للابحاث.
يذكر ان العراق وايران خاضا حربا ضروسا ما بين عام 1980 و1988، استخدم خلالها العراق أسلحة كيميائية.
وغزت الولايات المتحدة العراق عام 2003 تحت ذريعة حيازة بغداد اسلحة دمار شمال، لكن لم يعثر عليها.
وقد اجرى بيرو، حسب الوثائق، عشرين استجوابا رسميا وخمسة حوارات غير رسمية على الاقل مع الرئيس العراقي السابق الذي اعتقل في ديسمبر كانون الاول 2003 .
وكان صدام الذي اطلقت عليه السلطات الامريكية "المعتقل الهام رقم واحد" يشارك الرئيس بوش العداوة للايرانيين الذين اسماهم "المتعصبين"، حسب نفس التقارير.
وتنقل تلك الوثائق فحوى الحوارات التي جرت ما بين فبراير شباط و يونيو حزيران 2004 بين صدام وعملاء اف بي آي يتحدثون العربية، وذلك في زنزانة كان يحتجز بها في مطار بغداد.
ونفى صدام أي علاقة بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي وصفه بالمتعصب. لكنه قال ان كوريا الشمالية كانت اكبر حليف محتمل له في وقت الحاجة.
كما أقر صدام بمسؤوليته الشخصية عن أوامر اطلاق صواريخ سكود على إسرائيل أثناء حرب الخليج في 1991، "لأن اسرائيل وتأثيرها على الولايات المتحدة سبب كل مشاكل العرب،" حسبما نقلت عنه التقارير.
ونفى صدام أثناء تلك المقابلات بعض ما راج عنه من انه يستخدم بديلا يشبهه تماما، معتبرا اياها "خرافات"، وقال انه لم يستخدم الهاتف الا مرتين منذ 1990، وانه كان يجري كل اتصالاته عبرمبعوثين.
وأعدم صدام حسين في ديسمبر كانون الاول 2006 بعدما أدانته محكمة عراقية بارتكاب جرائم حرب عام 1982 بعد فشل محاولة لاغتياله.